مسرحية قصيرة جداً

مسرحية قصيرة جداً


ثقافة
الأثنين4/7/2005م
غازي حسين العلي

المكان : قاعة محاضرات في مركز ثقافي .
الزمان : مساء متأخر من شتاء العام 2005 م .‏

الشخوص : الشاعر - مدير المركز - خمسة شبان هم جمهور الأمسية الشعرية المفترضة .‏

***‏

( الشاعر ومدير المركز مرتبكان وهما يتطلعان نحو الباب المفضي إلى قاعة المحاضرات . الشبان الخمسة في حالة من الاحتقان والتذمر . يلتفت الشاعر نحو المدير ويقول له من ضيق ... )‏

الشاعر : ما رأيك أستاذ .. هل ألقي قصائدي على ما هو ( مقسوم ) أم نعتذر من الحضور ?.‏

المدير : أنت صاحب الأمسية .. أفعل ما تراه مناسباً .‏

الشاعر : بصراحة أنا محتار ...‏

المدير : عندي اقتراح .‏

الشاعر : تفضل .. ما هو ?.‏

المدير: أنت مدعو للعشاء في منزلي .. ما رأيك أن أدعو الحضور أيضاً , وهناك اقرأ لهم ( شي قصيدة ) .‏

الشاعر : والله فكرة .. أنا موافق .‏

( يتوجه المدير نحو الحضور ويقول لهم في ود... )‏

المدير : يا شباب .. أنتم مدعوون للعشاء عندي على شرف أستاذنا الشاعر فلان الفلاني , وهناك على الطعام , سيقرأ لكم ما تيسر من قصائده الجديدة .‏

( ينهض الحضور عن مقاعدهم مهللين شاكرين بعد أن راقت لهم الدعوة , فيما يقترب الشاعر من المدير ويهمس له قائلاً وهو يدفع إليه بورقة أخرجها من جيب سترته .... )‏

الشاعر : إذا سمحت أستاذ .. وقع لي المهمة .‏

المدير : أتركها لصباح الغد .. قبل أن تسافر .‏

الشاعر : عفواً .. وقعها لي الآن .. لأنني سأسافر اليوم بعد العشاء مباشرة .‏

المدير : اليوم ?!!!.‏

الشاعر : أي نعم .. اليوم .‏

***‏

هذا المشهد يتعّرض له العديد من الشعراء والكتّاب ومع ذلك فهم يتباهون بأنهم أعضاء كاملو العضوية في اتحاد الكتّاب العرب ?!.‏

والمشكلة ليست في الإتحاد , وهو مؤسسة وطنية أفتخر شخصياً بالانتماء إليها منذ عشرين عاماً , وإنما في بعض أعضائه الذين يتعيّشون منه , معتبرين مستحقاتهم السنوية على ما يقدمونه من نشاطات , عبارة عن جعالات لا مناص من قبضها , مهما كان الثمن أو الموقف الذي قد يتعرضون له .‏